الأحد، 28 أغسطس 2011

رسـائـل !.



[ 1 ]


رسـالةٌ لـ أولئكَ الذين يـأبون المغيب .. إلـى أولئك الذين يعشقون الرحيل
إلـى متى ونحنُ نُسـافرُ بـلا رحيل .. كُنا وما زلنا نُعشقُ المطر لـ يأتي يومـا لـ نُغني بـ الحزنِ الناي
يُسـافرون ولا يأبونَ المغيب .. ظلالهم تأتي بـلا طرقِ بـابٍ أو سلام يُشعلُ القلب طربـا ويُهيّجُ الروحَ بلسمـاً عذبـا !.
حُمّلنـا من الأشواقِ مـا قتلا .. وسحـائِبُكم إنسـاقت مُحمّلةٌ بـ أهازيج قلقِ تُغرقنـا .. الدمعُ لا يجفّ وإنمـا يزدادُ وجعـا وتسللاً

.

[ 2 ]

روحكَ مُعلّقة .. وقلبُكَ راحِلٌ .. وهمسُكَ باقٍ يستبِقُ الريح !.
رحلتَ وكـأنكَ تعشقُ الرحيل .. سجدةُ ركعةٌ كـانت آخرُها .. صلاة وأخرى تَسبقُها بـ الضـحى
عِندمـا تهمّ الشمسُ بـ الوداع أدركُ أنّ الرحيل قد جاد نحو الطريق .. فـ رحلتَ وأنت تُحوك لنا ثوباً من الأخِيلة !!
شوّقتنـا .. والشوقُ أعظمُ مسألة تدقُ ناقوسَ قلبـاً مُخضَ بـ التعب .. لا الشوق يُجدي ولا الرحيل يُعطي فـ مـا هو إلا جلبٌ بـ الحزنِ المرير !.

.

[ 3 ]

حُملتِ لـ تُغرّدي نغمةً ممشوقة .. وضيـاءُ رحيلكِ لا يزالُ يترنمُ هُنـا
رحلتِ .. لا .. أنتِ في عيني وفي قلبي لُجّةً بـ لا وداع أو رحيل .. بل أنتِ هي الروح السجين !!.
لا وصل إلا وصلُ ريحُكِ .. لا تسـألِ الليل المضمخِ وجههُ عنكِ ولا عن هواكِ وإنمـا الهوى مغروسٌ ومكبوتٌ هُنـاكَ
هي وحدها من أوجدتَ لـيَ وطنـا .. فـ كيف لي أن أتركَ وطنـاً قد زُرعَ بلسمهُ .. لا شيء بعدكِ يسقـي الروحَ يـا قمراً فيّ !!

.

[ 4 ]

هبّ لـي من سمـاءِ رونقِكَ زغردةً .. تُحـاكي النجوم وتتلألأ بـ ضيـائِها
لا تهب روحكَ فـي الحيـاة بـ دون قلبٍ يعطي تنفـسـا .. وكنّ في الحيـاةِ مؤنسـاً بدونِ فراقٍ دنسك !.
يزورني حينـاً طيفُكَ الغريبُ مُتغطرسـا .. أصحبهُ بـ ضحكةٍ مُتيبسـة .. لا أدري لمـا أضحكُ عندمـا أرى خيالُك يسجدُ بين النعيم
بل لستُ أرى إلاك في العُلـى ينقشُ حجراً ويشتمُ وردةً بـ عطرها فـاحت هُنـا من أجلِ روح قد تاقت إلـيك شوقـا وإبتذالاً يزيدُ نفسي وروحي !!.

.

[ 5 ]

ثوبٌ وبسـاطٌ مفروش هنا وبعثرةُ ورقٍ هنـاك !.
فـ غاب ظلٌ كنتُ أرقبهُ من خلفِ ناقوسِ يدقُ بـ نغمةِ مُغيّباً .. وتغرب ظلّي وودعك !.
قد سوّد الأوراق فيهـا وابيضّت عينـايّ بـ رؤيةِ واضحة .. فـ هناك رسمَ لي رؤية بـ أنّه راحلٌ تاركاً خلفه أسئلة
لو قدر الأملُ لـي فـ سـألته .. هل عيتَ يومـا مـعنى الشوق .. أيـا راحلاً مـا تركتَ لـي من طيفكَ المعشوقِ ؟!. أم أنكَ لا تستأذنُ الرحيل كـ عادتك !.


.
.
.


بـالله قولـي : أي شوق يسكبُني هُنـا !.

.
.


وتلعثمتُ !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق